ليلة الاسراء والمعراج
٢٧ رجب انه تاريخ يوم مميز، انه يوم معجزات توالت وتعاقبت في ليله واحده معجزات سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، انها ليله الاسراء والمعراج يا سادة.
تُعدّ حادثة الإسراء والمعراج من المعجزات الخالدة التي حصلت للنبي صلّى الله عليه وسلّم، وهي رحلةٌ عظيمةٌ حيث اجتمع فيها أنبياء الله جميعاً في المسجد الأقصى المبارك لأداء الصلاة فيه، حيث كان إمامهم في الصلاة سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم، وبعدها عرج إلى السماء السابعة، برفقة أمين الوحي جبريل عليه السلام، وقد شكّلت رحلة الإسراء والمعراج منعطفاً مهمّاً في سيرته صلّى الله عليه وسلّم؛ فقد فُرِضت الصّلاة في هذه الرحلة، والتقى النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم- بجميع الأنبياء عليهم الصلاة والسّلام، فمتى كانت ليلة الإسراء والمعراج؟
جاء ذكر رحلة الإسراء والمعراج في القرآن الكريم؛ حيث قال الله تعالى: (سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى الَّذي بارَكنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ البَصيرُ)، أمّا تاريخ حدوث رحلة الإسراء والمعراج بالتحديد؛ فإنّه لم يأت نصٌ صحيحٌ في القرآن الكريم، أو في السنّة النبوية يبيّن تاريخ حدوث رحلة الإسراء والمعراج، وقد انتشر بين المسلمين أنّ رحلة الإسراء والمعراج كانت في السابع والعشرين من شهر رجب، إلّا أنّ هذا القول لم يؤيده نصٌ صحيحٌ في القرآن الكريم أو في السنّة النبوية، أمّا أصحاب كتب السِّير والمؤرخون فقد وضعوا عدّة احتمالات لتاريخ حدوث رحلة الإسراء والمعراج، استناداً إلى الأحداث التي حصلت قبل هذه الرحلة، منها:
الفريق الأول: ذهب فريق من المؤرخين إلى أنّ ليلة الإسراء والمعراج كانت قبل الهجرة النبويّة بسنة. الفريق الثاني: قال البعض الآخر من المؤرخين إنّ ليلة الإسراء والمعراج كانت قبل الهجرة النبويّة بخمس سنوات. الفريق الثالث: قد ذهب هذا الفريق من المؤرخين إلى أنّ ليلة الإسراء والمعراج كانت قبل الهجرة النبويّة بشهر واحد فقط. أمّا الشهر الذي حدثت فيه رحلة الإسراء والمعراج ففيه اختلافٌ بين المؤرخين؛ فبعضهم يرى أنّها كانت في شهر رجب، والآخرون يرون أنّها كانت في شهر ربيع الأول، وقيل: بل كانت في شهر ذي القعدة، ويشير الدكتور راغب السرجانيّ إلى اختلاف العلماء وأقوالهم في تحديد ليلة الإسراء والمعراج، فذهب ابن عساكر إلى القول بأنّها وقعت في أوائل البعثة النبويّة، أمّا ابن إسحاق فيرى أنّها وقعت بعد البعثة بعشر سنوات تقريباً، أمّا بالنسبة للشهر الذي وقعت فيه رحلة الإسراء والمعراج، فقد نقل عن الزّهري وعروة بن الزبير بأنّ رحلة الإسراء والمعراج كانت في شهر ربيع الأول، قبل هجرة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إلى المدينة المنورة بسنة تقريباً.
هذا والله اعلم...
تعليقات
إرسال تعليق